بعد الموضوع السابق الذي هو بعنوان تعرف ! لماذا فشلت شبكة جوجل الاجتماعية +Google المُكلفة بالإطاحة بفيس بوك؟ الجزء الاول وعدنا حضراتكم انه سيكون هناك جزء اخر تكمله للموضوع
مسيرة 100 يوما
كان الجهد المبذول لإطلاق Google+ هائلا وكان المشروع يحمل الإسم الرمزي “Emerald Sea“، ولديه جدول زمني موضوع مُسبقا للإطلاق مُحدد بمئة يوم، ومبنى سري مُخصص للمشروع وتواجد الرئيس التنفيذي للشركة فيه بشكل شبه دائم.
وقد وصف أحد موظفي جوجل بلس سابقاً الأمر كله بالجنون المُطلق، وذلك بالنسبة للسُرعة والكثافة الكبيرة للأعمال المطلوب إنجازها خلال فترة زمنية مُحددة وخلال الأشهر الأولى الحاسمة، وقال الموظف السابق أنه كانت أفضل طريقة للنجاح في نظر Vic Gundotra هو السرعة، وأضاف أنه كان برأيه أن يجب بذل المزيد من العمل والتفكير على الإستراتيجية بدل التسرع.
بالنسبة لأولئك العاملين في مكان آخر من الشركة، أصبح نهج جوجل إتجاه شبكتها الإجتماعية يُمثل خروج عن النهج، حيث أن أغلب مشاريع جوجل بدأت صغيرة وأخذت بالنمو من حيث الحجم والأهمية، وكان الفريق العامل على Buzz وهو المشروع السابق لجوجل بلس يتكون من مجموعة موظفين لا يتجاوزون العشرة، بينما على سبيل المُقارنة فإن جوجل بلس كان الفريق يتكون من حوالي 1000 موظف، وكان هذا الأمر يُشكل مشكلة لجوجل حيث أن باقي أقسام الشركة عانت من نقص الموظفين والمُهندسين.
وقامت جوجل بتغير النظام الداخلي الخاص بالتواصل الصوتي أو المرئي بين الموظفين وأجبرتهم على استعمال خدمة هانغاوت الموجودة ضمن جوجل بلس للتواصل بينهم.
وصدر المُنتج النهائي يوم 28 حزيران/يونيو عام 2011، مع وجود العديد من المُميزات مثل الدوائر Circles لتجميع جهات الإتصال وتخصيصهم ضمن دوائر تبعاً لعلاقة المُستخدم بهم، وهانغاوتس Hangouts لدردشة الفيديو الجماعية، والصور Photos والتي تضمنت العديد من الأدوات الخاصة بتحرير الصور، حتى أن بعض موظفي غوغل بلس بدا لهم شئ مُشابه لفيس بوك، وربما مع رشة تشابه مع تويتر.
وقد قال أحد الموظفين السابقين في جوجل أنه عند إطلاق جوجل بلس وجدناه مُشابه تماماً لفيس بوك، وانه مجرد شبكة اجتماعية مشابهة للموجودين، أين الإختلاف وماهو العمل الكبير الذي أنجزته جوجل وأنه بعد كل هذا العمل لم نجد شئ جديد أو جاذب حتى لنا نحن كموظفين في جوجل.
هذا لا يعمل حقاً
أظهرت بيانات جوجل بلس في وقت مبكر مُحاولة الشبكة الاجتماعية الجديدة النضال من أجل جذب المُستخدمين، وبحكم أن صاحبة الشبكة هي شركة جوجل استطاعت جذب الملايين من المُستخدمين لمُعاينة الخدمة الجددة ولكن كان من الواضح أن نظرة المُستخدمين لها لم تكن كما توقعت جوجل فكان المُستخدمين يتجنبوا النشر ولم يعودوا مرة آخرى ولم يُعجبوا بالمنتج الجديد وبعد ست أشهر من الإطلاق لاحظ الفريق أن هنالك شعور عام لدى الجميع بأن هذه المشروع لا يعمل كما كان مُتوقعاً له.
البعض وضع اللوم على هيكلية الفريق المسؤول عن جوجل بلس من أعلى الهرم لأسفله وعلى فريق القيادة والذي ينظر للنجاح على أنه الخيار الوحيد بالنسبة للشبكة الاجتماعية، وذلك بدون نقاش واسع للفشل وللبيانات المُخيبة للآمال، وبدون تحمل مسؤولية الفشل الواضح والاستمرار على نفس النهج.
وعلى مدار السنتين اللاحقتين من إطلاقه عملت جوجل على تحسين خدمة الدردشة الصوتية والمرئية هانغاوت، وخوازرمية جديدة لتحرير الصور وميزاته، وميزات بحث جديدة، ولكن كل هذا لم يكن كافياً لتحسين سُمعة جوجل بلس لدى المُستخدمين.
ويقول مجموعة من الموظفين والمحللين أنه في وقت لاحق كان هُنالك الكثير من المزايا والأساليب التي يُمكن أن تساعد جوجل بلس على الوقوف والمُتابعة، بما في ذلك التركيز بشكل كبير على الهواتف والمُراسلة، وكان فيس بوك وقتها لم يقترب منهم أيضاً، والعمل على إطلاق مجموعة تطبيقات تواكب خدمات وميزات جوجل بلس بدلاً من التطبيق الموحد المُزعج والمربك للمُستخدمين ولكن كُل ذلك لم يتم، ولم يستوعبوا أن المنُافسة بنفس الميزات لشئ موجود ومرغوب هو أمر فاشل وغير مُجدي، وأن المُستخدمين ليسوا بحاجة لترك فيس بوك والاتجاه لمنصة جديدة مشابه له جداً.
تفكيك وإعادة بناء Google+
في أوائل عام 2014 وبعد أقل من ثلاث سنوات على إطلاقها، تم نقل فريق +Google من المبنى المخصص لهم، وفي شهر نيسان/أبريل أعلن Vic Gundotra رحيله عن الشركة وعن جوجل بلس لبدء رحلة جديدة في حياته.
وطوال فترة عمل Vic Gundotra في إدارة شبكة جوجل بلس قام باستقطاب العديد من الموظفين وأثار غضب العديد من الإدارات في جوجل بتعديه على أي قسم ومحاولة ضم أي موظف يُريده إلى فريقه في جوجل بلس وكان قُربه من لاري بيج يحميه ويساعده، وبعد أكثر من عام على ترك جوجل، لم يعلن Vic Gundotra بعد عن المحطة التالية في رحلته، ويقول اثنان من زُملائه السابقين أنه لا يزال يُسافر ويقوم بالإسترخاء، واضافا انه ما يزال صغير جداً على التقاعد، واضافا بأنهم سوف يواصلون العمل معه بأي شئ يُقرره.
وصرح David Besbris العضو المُشارك في إطلاق جوجل بلس إلى جانب Vic Gundotra، والذي استلم منصب رئيس جوجل بلس بأن جوجل مُلتزمة بشبكتها الإجتماعية لفترة طويلة، وبعد ستة أشهر من إعلان ذلك البيان تم استبداله من منصب رئيس جوجل بلس واسلتم عوضاً عنه Bradley Horowitz.
وقام Bradley Horowitz بالكتابة يوم الإثنين مُعلناً نهاية مرحلة الحاجة لحساب جوجل بلس لاستخدام بقية مُنتجات جوجل، وأضاف أن جوجل بلس الآن ستقوم بالتركيز على عمل ما يجب فعله بشكل أفضل، وذلك بمُساعدة ملايين المُستخدمين في جميع أنحاء العالم على التواصل والوصول لما يحتاجون له وأن الجوانب والميزات التي لا تخدم هذه الأجندة ستُحال للتقاعد.
وهذا يعني التوقف عن محاولة استنساخ الفيس بوك وجعله بُشبه Pinterest من حيث إضافة مجموعات لمنصتها، وهذا من شأنه السماح لمُستخدمي جوجل بلس لجمع منشوراتهم المُتشابهة ضمن قسم واحد للمواضع المتشابهة، وفي نفس الوقت تقوم جوجل باستثمار الموارد اللازمة لبناء المزيد من المنتجات الإجتماعية المُستقلة مثل تطبيق الصور.